يُعد داء السمنة على اختلاف مستوياته داء العصر الحديث، حيث أن السمنة وارتفاع الوزن قد تفشت في مختلف دول العالم بصورة بالغة وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية WHO، ويرجع ذلك للعديد من الأسباب أهمها الثورة التكنولوجية التي انخفضت في مقابلها معدلات حركة الإنسان وقيامه بالأنشطة البدنية، إلى جانب العادات الغذائية الخاطئة وعدم اتباع أنظمة غذائية سليمة وصحية، وهذا كله بالإضافة إلى مسببات السمنة الأخرى مثل العوامل الوراثية وتناول بعض العقاقير العلاجية وغير ذلك.
تؤرق مشاكل السمنة الملايين حول العالم لعِدة أسباب، أولها أن ارتفاع الوزن وتراكم الدهون في كامل الجسم أو مناطق محددة منه يؤثر بصورة سلبية بالغة على المظهر العام، علاوة على أن تفاقم حالة السمنة قد يهدد صحة الإنسان بالتعرض إلى العديد من المضاعفات الصحية الجسيمة؛ لذلك انشغل الأطباء والباحثون على مدار عقود طويلة بالبحث عن وسائل علاجية وجراحية تساعد على التخلص من الدهون المتراكمة في الجسم.
ظهرت عمليات شفط الدهون التقليدية في وقت مبكر من تاريخ عمليات التجميل، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف خطوات تطوير تلك العملية واستحداث التقنيات المستخدمة في إجرائها بهدف جعلها أكثر فعالية مع الحد من آثارها الجانبية واحتمالات التعرض للمضاعفات، ويعد شفط الدهون بالليزر البارد أحدث تلك التقنيات
ما المقصود بعمليات شفط الدهون بالليزر البارد
يُقصد بإجراء عملية إذابة الدهون باستخدام أشعة الليزر الباردة، تسليط جهاز نبضات الليزر الباردة على أماكن السمنة الموضعية في الجسم، حيث تقوم تلك الأشعة على اختراق أنسجة الجلد والوصول إلى الخلايا الدهنية في الطبقات العميقة ومن ثم تعمل على تفتيتها.
يذكر أن الوصف الأكثر دقة لذلك الإجراء الطبي هو إذابة الدهون بالليزر البارد وليس شفط الدهون، حيث أن ذلك الإجراء لا يعمل على سحب الدهون إلى خارج الجسم كما هو الحال في عمليات الشفط الجراحية، إنما يُحدث تأثيره عن طريق خلخلة الكتل الدهنية ويجعلها أكثر قابلية إلى الذوبان، مما يسهل على الجسم عملية إخراجها والتخلص منها بشكل طبيعي وآمن.
عدد جلسات شفط الدهون بواسطة الليزر البارد
تدوم جلسة شفط الدهون بواسطة الليزر البارد الواحدة لمدة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات كحد أقصى، يمكن للمريض مغادرة العيادة أو المركز فور انتهائها وممارسة حياته بصورة طبيعية تماماً، أما عن عدد الجلسات فمن الصعب تحديد عدد ثابت لها، إذ أن العدد يختلف من شخص لآخر حسب مستوى السمنة التي يعاني منها وكذلك حجم المنطقة المُراد إذابة الدهون بها.
يحدد الطبيب المختص عدد الجلسات التي يحتاجها الشخص خلال جلسة المشاورات التي تسبق إزالة الدهون بالليزر البارد، حيث يقوم الطبيب بالتعرف على متطلبات الحالة، ويُذكر أن في بعض الحالات قد يضطر المريض إلى الخضوع لبعض الجلسات الإضافية بهدف تحسين المظهر وتحقيق نتائج أكثر فعالية والقضاء على السمنة الموضعية بصورة نهائية، لكن في أغلب الحالات يتراوح عدد الجلسات ما بين 3 إلى 6 جلسات.
يمكن أن يستشعر المريض تحسن الأوضاع ابتداءً من الأسبوع الأول بعد الجلسة الثانية، إلا أن النتائج النهائية لذلك الإجراء تظهر خلال فترة طويلة نسبياً تتراوح ما بين 4 إلى 5 أشهر.
مميزات إذابة الدهون بالليزر البارد
يُمكن إجراء عملية الشفط الدهون وخفض الوزن بواسطة العديد من الأساليب والوسائل، من أبرزها وأكثرها شيوعاً عملية شفط الدهون بالليزر و عملية شفط الدهون الجراحية التقليدية، إلى جانب بعض الإجراءات الأخرى التي تعتمد على تقليص حجم المعدة وبالتالي تقليل كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها الفرد مثل تدبيس المعدة وغيرها.
لكن رغم تعدد وسائل التخلص من الدهون استطاعت تقنية شفط الدهون بالليزر البارد من تحقيق شهرة كبيرة حول العالم في زمن قياسي، حيث أنها تعد اليوم واحدة من الإجراءات الطبية الأكثر انتشاراً وتزداد معدلات الإقبال عليها كل عام، يعود السر في ذلك إلى المزايا العديدة التي توفرها والتي تفتقر إليها أنماط شفط الدهون الأخرى ومن أهم تلك المزايا ما يلي:
- شفط الدهون باستخدام الليزر البارد ليس إجراءً جراحياً بالمعنى الكامل، حيث لا يتطلب التخدير أو إحداث شقوق جراحية بالجسم مما يُحد من المخاطر المعتادة للعمليات الجراحية
- يتعافى المريض سريعاً بعد الخضوع إلى جلسات الليزر البارد مع إمكانية مغادرة المركز الطبي في نفس اليوم
- حققت تقنية شفط الدهون بالليزر البارد نسبة نجاح مرتفعة تقارب 100%
- استخدام الليزر البارد لإذابة الدهون لا يسبب أي ضرر لخلايا وأنسجة الجلد
- انخفاض احتمالات التعرض لأي من المضاعفات أو الآثار الجانبية السلبية
- لا يحتاج إلى مهارة أو خبرة -بعكس عمليات شفط الدهون الأخرى- مما يقلل من احتمالات وقوع أضرار ناتجة عن أخطاء الأطباء
- تحقيق نتائج سريعة وفعالة يمكن ملاحظتها ابتداءً من الجلسة الثانية
- يدوم تأثير إذابة الدهون بالليزر البارد نظراً لأن تلك التقنية تعمل على قتل الخلايا الدهنية تحت الجلد
- تحقق نتائج مثالية خاصة في مناطق الصعبة التي يصعب إزالة الدهون منها بالطرق التقليدية الأخرى
- علاج المناطق التي يكون الجلد فيها مرتخياً ويصعب شفط الدهون منها بالوسائل التقليدية
من يمكنه الخضوع لعمليات شفط الدهون بالليزر البارد
بداية لا توجد محاذير على عمليات شفط الدهون باستخدام تقنية الليزر البارد، إذ تسري عليها مجموعة الشروط والضوابط التي تسري على الإجراءات الطبية بصفة عامة، مثل أن يكون الشخص المتقدم لإجراء إذابة الدهون بالليزر البارد يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أي من الأمراض أو يتبع نظاماً علاجياً يتعارض مع تأثير نبضات الليزر، وجميعها أمور يتم تحديدها من خلال مجموعة الفحوصات الطبية التي تجرى قبل بدء جلسات الليزر.
لكن رغم فعالية الليزر البارد في إذابة الدهون ورغم ما يحققه من نتائج مثالية وسريعة، إلا أن الأطباء يفضلون جعله حلاً أخيراً مثله كمثل عمليات شفط الدهون الأخرى، أي لا يتم اللجوء إليه إلا بعد استنفاذ محاولات التخلص من الدهون الموضعية بصورة طبيعية والمتمثلة في اتباع الحميات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية، من ثم يكون المرشحون لإجراء عملية إذابة الدهون بالليزر البارد هم:
- من يعانون من السمنة الجزئية أو الموضعية، أي نوع السمنة الذي يتمثل في تراكم الدهون في مناطق محددة من الجسم
- الأشخاص الذين لا تستجيب أجسامهم إلى الحميات الغذائية أو التمارين الرياضية
- الراغبون في التخلص من الدهون في مناطق محددة من الجسم يصعب معالجتها بواسطة الطرق التقليدية، مثل تراكم الدهون في منطقة الجانبين أو الفخذين وغيرها
بالإضافة إلى ما سبق ذكره يعد الليزر البارد من الحلول الفعالة بالنسبة للأشخاص المهنيين دائمي الحركة، حيث أن استخدام تلك التقنية في شفط الدهون لا يتطلب قضاء فترات نقاهة كي يستعيد الجسم عافيته، أي أن المريض يكون بمقدوره ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية تماماً فور الانتهاء من جلسة الليزر البارد.
الآثار الجانبية لشفط الدهون بواسطة الليزر البارد
عملية إذابة الدهون اعتماداً على الليزر البارد في النهاية إجراء طبي، وبطبيعة الحال لا يوجد إجراء طبي يخلو من المضاعفات أو الآثار الجانبية السلبية، لكن ما يميز تقنية الليزر البارد هو أن تلك المضاعفات منخفضة الشدة كما لا ينتج عنها أي إصابات مستديمة، ومن تلك الآثار المحتملة ما يلي:
- الإحساس بشيء من الوخذ في المنطقة التي تم شفط الدهون منها
- إحمرار الجلد وإصابته بدرجة من الحساسية
- تظهر الكدمات على سطح الجلد في بعض الحالات
- يصاب أحياناً المريض بالشعور بشيء من الخدر والفتور في المنطقة المُعالجة
الخبر الجيد هنا أن تلك الآثار السلبية المُحتملة تكون وقتية وتزول من تلقاء نفسها خلال 5 إلى 7 أيام بعد انتهاء جلسة الليزر، كما أنها تكون منخفضة الشدة ولا تعيق المريض عن ممارسة حياته اليومية بأي شكل من الأشكال، بالإضافة إلى أن تلك المضاعفات لا يكون لها تأثير على النتائج النهائية.
الليزر البارد أقرب إلى نحت الجسم
يحقق استخدام الليزر البارد لإذابة الدهون نتائج أفضل كلما كان الشخص الخاضع لهذا الإجراء أقرب إلى الوزن المثالي، حيث يعمل الليزر على تخليصه من الترهلات والسمنة الموضعية ومنح قوام مثالي مشدود، أما الأشخاص ممن يعانون من السمنة المتقدمة قد يُطلب منهم خفض أوزانهم أولاً بصورة طبيعية ثم الاعتماد على الليزر البارد كإجراء تكميلي لتحقيق نتائج أفضل.
يمكن استخدام تقنية الليزر البارد أيضاً بهدف ضبط تناسق الجسم وليس التخلص من السمنة الموضعية فقط، بمعنى أن بعض الأشخاص يعانون من تراخي الرقبة أو ما يُعرف بـ”اللغد”، أو أن جوانب أجسامهم تكون مترهلة بدرجة أعلى نسبياً من منطقة البطن، كل هؤلاء يمكنهم الاستفادة من تقنية الليزر البارد في شفط الدهون حيث أنها من التقنيات عالية الدقة القادرة على تفتيت الدهون داخل المناطق الدقيقة بالغة الصغر.